Minggu, 10 Maret 2013

TAISIRUL KHOLLAQ



بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الكريم الخلاق, والصلاة والسلامة على سيدنا محمد المبعوث لتتميم مكارم الاخلاق, وعلى اله واصحابه ماجرى قلم التلخيص والبيان على صفحات الاوراق. اما بعد : فهذه مختصر فى علم الاخلاق الدينية, وضعته لطلاب السنة الاولى الازهرية. وسميته تيسير الخلاق فى علم الاخلاق, فقلت وبالله العصمة, وبيده اتمام النعمة. علم الاخلاق : عبارة عن قواعد يعرف بها صلاح القلب وسائر الحواس. وموضوعه : الاخلاق من حيث التحلى بمحاسنها والتخلى عن عن قبائحها وثمرته صلاح القلب وسائر الجواس فى الدنيا, والفوز بأعلى المراتب فى الآخرة.
التقوى
هى امتثال اوامر الله عز وجل, واجتناب نواهيه سرا وعلانية, فلا تتم الا بالتخل عن كل رذيلة, والتحلى بكل فضيلة, فهى الطريق الذى من سلكه اهتدى والعروة الوثقى التى من استمسك بها نجا واسبابها كثيرة منها : ان يلاحظ الانسان انه عبد ذليل, وان ربه قوى عزيز. ولا ينبغى للذليل ان يعصى العزيز لان ناصيته بيده ومنها : ان يتذكر احسان الله اليه فى جميع الاحوال ومن كان كذالك لا ينبغى ان تجحد نعمته, ومنها ان يتذكرالموت لان من علم انه سيموت وانه ليس امامه الا الجنة او النار بعثه ذلك الى الاعمال الصالحة حسب الاستطاعة. ومن الاعمال الصالحة مساعدة المسلمين, والنظر اليهم بعين العطف والرحمة, خصوصا اذا سبق منهم احسان اليه. واما ثمرتها فسعادة الدارين. اما فى الدنيافارتفاع القدر, وجمال الصيت والذكر, واكتساب المودة من الناس, لان صاحب التقوى يعظمه الاصاغر ويهابه الاكابر, ويراه كل عاقل انه الاولى بالبر والاحسان واما فى الاخرة : فالنجاة من النار والفوز بدخول الجنة وكفى المتقين شرفا ان الله يقول فيهم (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
تقوى ياايكو مانوت كابيه فرنتاه الله لن عدوهى كابيه لاراعان, انا اغ وقت سفى اتوا رامى. سباب2 كع كامفاعاكى علاكونى تقوى دى انترانى : عرتى يين اوائى اينا فعيرانى كع قوة اكوع. عيليع2 اوليهى اكاوى باكوس الله انا سكابيهى تعكاه. ايليع2 ماتى لن ساء ويسى ماتى ايكو اورا انا مانيه كجابا سواركا اتوا نراكا. لن نعالى كانطى راصا ولاص, لويه2 ناليكا ووع مسلم ماهو ويس اكاوى باكوس. انفون بواهى تقوى ايكو اوليه كابجان دنيا لن اخرة. نيع دنيانى دوور فاعكاتى, سجاراهى لن سبوتانى, عاصيلاكى كاتريسنان. ووع2 جيليئى عكوعاكى, ووع2 كدى فادا ودى لن ووع2 برعقل عاكونى كاوتمانى.
انا اع اخراتى : سلامة سكع نراكا. الله داووه (ستوهونى الله سرتانى ووع2 كع فادا تقوى لن ووع2 كع كاوى باكوس.
آداب المعلم
المعلم دليل التلميذ الى مايكون به كماله من العلوم والمعارف فيشترط ان يكون من ذوى الاوصاف المحمودة, لان روح التلميذ ضعيفة بالنسبة الى روحه, فاذا اتصف المعلم باوصاف الكمال كان التلميذ الموفق كذالك. فاذان لابدان يكون تقيا متواضعا لين الجانب لتميل القلوب فتستفيد منه. وان يكون حليما وقورا لتقتدى به, وان يكون ذا رحمة للتلاميذ, شفيقا عليهم, لتعظم رغبتهم فيما يلقيه اليهم, وان ينصحهم, ويؤدبهم فيحسن تأديبهم, وان لايكلفهم من المعانى ماتقصر عنه ادركاتهم.
آداب المتعلم
للمتعلم اداب فى نفسه, واداب مع استاذه, واداب مع اخوانه. اما ادابه فى نفسه فكثيرة : منها ترك العجب ومنها التواضع والصدق ليكون محبوبا موثوقابه. ومنها : ان يكون وقورا فى مشيته, غاضا طرفه عن النظر الى المحرمات, وان يكون امينا على اوتيه من العلم فلايجيب بغير مايعرف. واما ادابه مع استاذه فمنها : ان يعتقد ان فضله اكبر من فضل والديه عليه لانه يربى روحه, ومنها الخضوع امامه, والجلوس فى درسه بالادب وحسن الاصغاء الى مايقوله, ومنها ترك المزاح, وان لايمدح غيره من العلماء بحضرته مخافة ان يفهم استاذه انه يذمه, ومنها ان لايصده الحياء عنى السؤال عما لايعرف. واما ادابه مع اخوانه فمنها احترامهم وترك احتقار واحد منهم, وترك الاستعلاء عليهم, ومنها : ان لايسخرببطئ الفهم منهم وان لايفرح اذا وبخ الاستاذ بعض القاصرين. فان ذلك اسباب البغض والعداوة.
حقوق الوالدين
الوالدان هما السبب فى وجود الانسان, لولاعناؤهما مااستراح ولولا سقاؤهما ماتنعما. اما امه فحملته كرها واما ابوه فقد بذل وسعه فيما يعود اليه بالنفع من تربية جسمه وروحه. فيجب عليه ان يذكر نعمتهما ليشكرهماعليها, وان يمتثل امرهما الا اذا كان بمعصية, وان يجلس معهما خاشعا غاضا طرفه عن زلتهما, وان لايؤذيهما, ولوبقول اف, وان لايطيل جدالهما, وان لايمشى امامهما الا فى خذمتهما, وان يدعولهما بالرحمة والمغفرة, وان يأمرهما بالمعروف وينهاهما عن المنكر ليكون سببا فى نجاتهما من النار كما كانا سببا فى وجوده. قال الله تعلى : وقضى ربك ان لاتعبد الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احد هما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما, واخفض لهما جناحا الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا. هذا وليخص الام بزيادة البر لقول النبى صلى الله عليه وسلم : بر الوالدة على الوالد ضعفان.
حقوق القرابة
اقارب الانسان هم ذورحمه. وقد امرالله بوصل الرحم ونهى عن قطعها. قال النبى صلى الله عليه وسلم : يقول الله : اناالرحمن وهذه الرحم اشتققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته. فلهذا ينبغى للانسان مراعاة حقوقهما والقيام بها فلايؤذى احدا منهم بفعل اوقول, وانيبواضع لهم, وانيتحمل اذاهم, ولوتطاولوا عليه وان يسأل عمن يغيب منهم, وان يساعدهم فى الحصول على مآربهم اذا قدر. وان يمنع عنهم الضرر متى امكن وان كانوا غير محتاجين الى شيئ من ذلك فعليه ان يبعهدهم بالزيادة.
حقوق الجيران
الجار من جاورت داره دارك الى اربعين دارا من كل جانب وله عليك حقوق, منها ان تبدأ بالسلام, وان تصنع معه المعروف, وان تكافئه على معروفه اذا بدأك به, وان تؤدي ماله عليك من الحقوق المالية, وان تعوده اذا مرض, وتهنئه اذا فرح, وتعزيه اذا اصيب. وان لا تتعمد النظر الى نسائه ولو كن خدما له, وان تستر عورته, وان ترد عنه المكروه بقدرما تستطيع, وان تقابله بالبشاشة والإحترام. قال النبى صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره. وعن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه.
اداب المعاشرة
ادابها كثيرة منها : طلاقة الوجه ولين الجانب, والاصغاء الى حديث العشير, والوقار بلا كبر, والسكوت عند الهزل, والصفح عند الزلل, والمواساة, وترك الافتخار بالجاه والغانى, فان ذلك موجب للسقوط من اعين الناس, ومنها : كتمان السر, لانه لاقيمة لمن لا يكتم الاسرار. قال الشاعر : اذا المرء لم يحفظ ثلاثا فبعه ولو بكف من رماد.
وفاء للصديق وبذل مال # وكتمان السرائر فى الفوأد.
الالفة
هى الاستئناس بالناس والفرح بلقائهم, واسبابها خمسة اولها الدين, لان كمال الايمان يوجب العطف وثانيها النسب لان الانسان يحنو على اقاربه, ويبودد اليهم, ويكف الاذى عنهم كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ان الرحم اذا عماست تعاطفت. وثالثها المصاهرة, لان الانسان اذا احب عرسه احب كل من ينتمى اليها. قال خالد بن يزيد بن معاوية : كان ابغض خلق الله الا آل الزبيرحتى تزوجت منها فصاروا احب خلق الله الى. ورابعها البر وهو الاحسان الى الناس. قال الشاعر :
احسن الى الناس تستعبد قلوبهما # فطالما استعبد الانسان احسان
وخامسها الاخاء, كما اخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار, لتقوى رابطتهم وتزيد الفتهم. واما فضل الالفة فالافادة والاستفادة, والتعاون على البر والتقوى, وبذلك تستقيم الاحوال وتعتدل الامور. قال الله تعالى : واعتصموا بحبل لله جميعا ولا تفرقوا.
الاخاء
هو رابطة بين الشخصين تحقق بينهما المودة, فيطلب من كل منهما لآخر المواساة بالمال, والاعانة بالنفس, والعفو عن الزلات, والاخلاص, والوفاء, والتحفيف عليه وترك التكلف له, والسكوت عما يؤذى, والتكلم بما يرضاه الشرع, ويقبله الدين, فيأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر, ويدعوله بحسن الحال, ودوام الاستقامة, واما فضل الاخاء فكبير, لانه يبعث على التخلق بمحاسن الاخلاق ويؤلف بين القلوب, وبه يكون اصلاح ذات الين الذى جعله الله من ثمرات التقوى فقال : فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم.
آداب المجالس
على من يأتى المجالس ان يبدأ الحاضرين بالسلام, وان يجلس حيث انتهى به المجلس, وان يعرض عن اقوال العامة الخالية عن الفائدة, وان يغير المنكر بيده, فان لم يستطع فبلسانه, فان لم يستطع فبقلبه, وليقم من المجلس ان لم تدع الى المقام بضرورة, وان لا يحتقر احدا من جلسائه ربما كان خيرا منه عند الله, وان لايعظم احدا لماله لان ذلك يضعف الدين ويسقط المروءة. وان كان فى الطريق فليغض طرفه, وليغث الملهوف, وليعن الضعيف, وليرشد الضال, وليرد بالسلام على من بدأه به, وليعط السائل, ولنكن فى جلسته وقورا, فان ذلك ادعى الى تعظيمه, والاعتناء لشأنه.
آداب الكل
اما الاداب التى قبله فهى غسل اليدين, ووضع الطعام على سفرة بالارض, والجلوس, ونية التقوى على العبادة, وترك الاكل مع الشبع, والرضا بالحاضرمن الطعام وترك ذمه, وطلب من يأكل معه, واما التى معه فهى البدء بالتسمية جهرا ليذكر غيره, والاكل باليمنى, وتصغير اللقمة, واجادة مضغها, وترك مديده الى غيرها قبل الفراغ منها, والاكل ممايليه الا فى الفاكهة, وان لاينفخ فى الطعام, وان لايقطعه بالسكين, وان لايمسح يده به وان لايجمع بين التمر والنوى فى اناء, وان لايشرب الماء الا عند الاحتياج اليه, واما التى بعده فهى القيام قبل الشبع وغسل اليدين بعد لعقهما والتقاط الفتات, وحمد الله.
آداب الشرب
ادابه كثيرة منها : تناول الاناء باليمن والنظر فيه قبل الشرب, والتسمية, والجلوس, ومص الماء لان عبه يضر الكبد. قال النبى صلى الله عليه وسلم : مصوا الماء مصا ولاتعبوه عبا. ومنها الشرب فى ثلاثة انفاس يسمى فى كل واحد يحمد فى اخره, ولايتنفس فى الاناء, ولا يتجشأ فيه. واذا شرب واراد ان يسقى غيره فليقدم من على يمينه على من بيساره ولو كان افضل, لان النبى صلى الله عليه وسلم سقى اعرابيا كان على يمينه قبل ابى بكر وعمر رضى الله عنهما, وقال : الايمن فالايمن.
آداب النوم
هى ان يتطهر من الحدث, وان ينام عىل جنبه الايمن مستقبل القبلة, وان يقصد بنومه راحة بدنه ليقوى على العبادة, وان يذكر الله تعالى عند نومه وبعد يقظته. وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم اذا اخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول : اللهم باسمك احيا واموت. واذا استيقظ قال : الحمد لله الذى احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور.
آداب المسجد
المساجد بيوت الله, ومن علق قلبه بها اظله الله فى ظله يوم القيامة كما فى الحديث, فيطلب المشى اليها باشتياق مع السكينة والوقار, ودخولها باليمنى مع تنظيف نعليه خارجها, وقوله عند الدخول : اللهم افتح لى ابواب رحمتك واداء تحية المسجد, والتسليم ولو خلا المسجد من الناس لانه لايخلو من الجن والملائكة. والجلوس بنية التقرب ومراقبة الله تعالى. والاكثار من ذكره, وحبس النفس عن الشهوات, واجتناب الخصومة, وان لاينتقل من مكانه الا لحاجة, وان لاينشد ضالة, وان لايرفع صوته بحضرة المصلين, وان لايمر بين ايديهم, وان لايشتغل بصنعة, وان لايخوض فى كلام اهل الدنيا ليسلم من الوعيد الوارد فى قول النبى صلى الله عليه وسلم يأتى فى آخر الزمان ناس من امتى يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا حلقا ذكرهم الدنيا وحب الدنيا لاتجالسوهم فليس لله بهم حاجة. فاذا اراد الخروج طلب منه البدء باليسرى وان يضعها على ظهر نعليه, ثم يلبس اليمنى اولا وليقل عند خروجه : اللهم انى اسألك من فضلك, قال النبى صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : ان بيوتى فى ارضى المساجد وان زوارى فيها عمارها, فطوبى لعبد تطهر فى بيته ثم زارنى فى بيتى, فحق على المزور ان يكرم زائره. وعن انس رضى الله عنه : من اسرج فى مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له مادام فى ذلك المسجد ضوءه.
النظافة
اعلم ان نظافة البدن, والثوب والمكان مطلوبة شرعا فينبغى للانسان تنظف بدنه متعهدا شعر رأسه بالتسريح والدهن, واذنيه بالغسل والمسح, وفاه بالمضمضة والسواك, وانفه بالاستنشاق والاستنثار واظافره بغسل ماتحته. وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يدهن رأسه ويسرح شعره. وينبغى له ايضا تنظيف ثوبه بالماء وحده او مع الصابون ان احتاج الى ذلك, وكذلك ينبغى له تنظيف مكانه. وذلك لما فى النظافة من حفظ الصحة وذهاب الهموم, واقبال السرور, ورضا العشير, واظهار نعمة الله تعالى. وقال عز وجل : واما بنعمتك ربك فحدث.
الصدق والكذب
الصدق هو الاخبار بما يطابق الواقع. والكذب هو الاخبار بما لايطابقه. واسباب الصدق العقل والدين والمروءة, لان العقل يدرك منفعة الصدق ومضرة الكذب فلا يرضى صاحبه المضرة فيلتزم الصدق, ولان الدين يأمر بالصدق وينهى عن ضده, وكذلك صاحب المروءة لايرضى لنفسه الا الصدق, لانه يطلب التحلى بجميل الخصال, ولا جمال فى الكذب. وسبب الكذب ارادة جلب النفع وارادة دفع الضرر, لان الانسان قد يرى فى الكذب السلامة العاجلة فيأتيه, ويرى فى الصدق ضدها فلايأتيه. وضرر الكذب يعود الى صاحبه فيحتقر, وتضيع الثقة به ويسترذل فى الدنيا ويعاقب فى الاخرة, ويعود الى غير صاحبه, لان الكذب يعد غيره خيرا ثم يخلفه, فتنكسر نفسه لخيبة رجائه, ولانه يستسهل الغيبة والنميمة فيبعث الناس بسبب ذلك على التباغض والتخاصم وكفى الكذب مذمة قول الله عز وجل : انما يفترى الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا كذب العبد كذبة تباعد عنه الملك ميلا من نتن ماجاءبه. وكفى الصدق ثناء قوله تعالى : يآيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقول النبى صلى الله عليه وسلم : تحروا الصدق وان رايتم ان فيه الهلكة فان فيه النجاة.
الامانة
هى القيام بحقوق الله تعالى وحقوق عباده, فبها يكمل الدين, وتصان الاعراض, وتحفظ الاموال, لان القيام بحقوق الله عبارة عن فعل المعمورات, واجتناب المنهيات والقيام بحقوق عباده عبارة وعن رد الودائع, وترك التطفيف فى كيل, او وزن, او درع, وترك الانشاء الاسرار والعيوب, وان يختار لنفسه ماهو اصلح لها فى الدين والدنيا. قال الله تعالى : ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. وقال النبى صلى الله عليه وسلم : لا ايمان لمن لاامانة له, ولادين لمن لاعهدله. وضد الامانة الخيانة, وهى مخالفة الحق بنقض العهد فى السر. ومضارها كثيرة منها : ان يوصف صاحبها بالغدر ونقص الدين, وانحطاط الهمة, ودناءة النفس, ومنها : اعراض الناس عنه لاساته اليهم وقطع يده لم يراع ماكلفه به. قال الله تعالى : يآايها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون.
العفة
هى صفة للنفس تكفها عن المحرمات ورذائل الشهوات, وهى من اشرف الخصال واسماها, وعليها يتفرع كثير من الفضائل, كالصبر, والقناعة, والسخاء, والمسالمة, والورع, والوقار, والرحمة, والحياء, فهى كنز من لا مال معه وتاج من لاشرف له. وسببها انقطاع الطمع وترك الحرص على كسب المال, والقناعة بما تدعوا اليه الضرورة قال الله تعالى : يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طوبى لمن هدى للاسلام وكان عيشه كفافا وقنع به.
المروءة
هى صفة تدعوا الى التمسك بمكارم الاخلاق, ومحاسن العادات, وسببها علو الهمة, وشرف النفس فان من كان على الهمة شريف النفس كانت غايته احراز المعالى, وادراك الفضائل, وابتناء المكارم, وبذل الندى, وكف الاذى, وهى عنوان العفة, والنزاهة, والصيانة, ولذى لايرى صاحب المروءة الا تقيا بعيدا عن المطامع راضيا بما قسمه الله له غير ناظر الى ما فى ايدى الناس. ومما يدل على مدح المروءة قول النبى صلى الله عليه وسلم : ان الله يحب معالى الامور واشرفها.
الحلم
هو صفة تحمل صاحبها على ترك الانتقام ممن اغضبه مع قدرته على ذلك. وسببها : رحمة الجهال, او الترافع عن المشاتمة او الاستحياء من جزاء الجواب, او التفضل على المسئ, او رعاية نعمة سابقة, او المكروتوقع الفرص. وذلك لان الترفع عن المشاتمة من شرف النفس وعلو الهمة, والاستحياء من صيانة النفس وكمال المروءة, ورعاية النعمة من الوفاء والمكر وتوقع الفرص من الدهاء, لان من ظهر غضبه قل كيده. قال النبى صلى الله عليه وسلم فى ثناء اهل الحلم : ان الله يحب الحى الحليم ويبغض الفاحش البذئ.
السخاء
وهو بذل المال من غير مسألة واستحقاق, وهو فضيلة مستحسنة وخصلة محمودة, لما فيه من ارتباط القلوب واجتماعها, فيعظم الانتفاع ويعم الارتفاق, فقد كان صلى الله عليه وسلم يعطى عطاء من لايخشى الفقر. وفى الحديث قال جبريل قال الله تعالى : هذا دين ارتضيته لنفسى لايصلحه الا السخاء وحسن الخلق فاكرموه بهما مااستطعتم.
التواضع
هو خفض الجناح والانة  الجانب من غير خسة ولامذلة والمقصود منه اعطاء كل ذى حق حقه, فلا يرفع وضيعا عن درجته ولاينزل شريفا عن مقامه, وهو من اسباب الرفعة ودواعى الشرف. قال النبى صلى الله عليه وسلم من تواضع لله رفعه.
عزة النفس
هى صفة بها يجعل الانسان نفسه فى منازل الرفعة والاحترام. وسببها : معرفة الانسان قدر نفسه. وثمرتها التحمل, والصبر على مكاره الدهر, وترك اظهار الاحتياج وتعظيم الناس له واحسان الله اليه. قال الله تعالى : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وقال النبى صلى الله عليه وسلم : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
الحقد
هو اضمار السوء والحرص على الايذاء, وسببه : الغضب ويتبعه ثمان خصال محرمة وهى : حسد المحقود عليه والشماتة بمصيبته, وهجره وان تودده, والاعراض عنه استصغارا له, والتكلم فيه بالفحش كاغتيابه وافشاء سره ومحاكاته استهزاء به, وايذاءه بما يؤلم بدنه, ومنعه حقه كان لايقضيه دينه. ومما يدل على ذم الحقد قول النبى صلى الله عليه وسلم : المؤمن ليس بحقود.
الحسد
هو تمنى زوال النعمة عن الغير. واما تمنى مثل ما للغيرفيسمى غبطة وليست بمذمومة بل هى مطلوبة لانها سبب لاكتساب الخصال الحميدة. ولذا قال صلى الله عليه وسلم : المؤمن يغبط والمنافق يحسد. واسباب الحسد ثلاثة : الاول بغض المحسود لفضيلة ظهرت منه او نعمة ساقها الله اليه. الثانى توفق المحسود فى الفضل بحيث يعجز الحاسد عن الوصول اليه. الثالث شح الحاسد بالفضائل فيحسد كل من ناله خير. والذى يذهب الحسد من القلوب التمسك بالدين, وملاحظة ما فى الحسد من الضرر والرضا بالقضاء والقدر. ومما ورد فى ذم الحسد قول النبى صلى الله عليه وسلم : الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
الغيبة
هى ذكر اخيك بما يكره ولو فى وجهه كقولك : فلان اعرج, او فاسق, او فقير, اوقصيرالثياب تريد بذلك تنقيصه, واسبابها ثمانية : الحسد, وشفاء الغيظ, وارادة الترفع, والمبادرة الى تعطيل المؤذى عن الوصول الى مراده والقصد الى تبرئة النفس, ومجاملة الرفقاء, والهزل والاستهزاء. وليس من الاستهزاء لوم المقصر على تقصيره وارشاده الى مافيه مصلحته لان الله عز وجل لم ينه عن النصيحة ولكنه نهى عن الغيبة وبالغ فى الانكار عليها فقال : ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه.
النميمة
هى نقل اقوال الناس او اعمالهم, او احوالهم الى الغير على وجه الافساد. والباعث عليها اما ارادة السوء بالمنقول عنه, او اظهار الحب للمنقول اليه, او التفريج فى الحديث, او الخوض فى الفضول. والذى يكف الانسان عن النميمة علمه بانها تدعوا الى التقاطع. وايقادنارالعداوة, واستحقاق العقابز قال النبى صلى لله عليه وسلم : ان احبكم الى الله الذين يألفون ويؤلفون. وان ابغضكم الى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الاخوان. وقال صلى الله عليه وسلم : لايدخلون الجنة نمام.
الكبر
هو استعظام النفس ورؤية قدرها فوق قدر الغير. ومفاسده كثيرة : منها : انه يؤذى الغير, ويقطع الجبال المودة, ويفرق القلوب, ويحمل الناس على بغض صاحبه واتفاقهم على اذاه. ومنها ان صاحبه لاينقاد الى الحق ولايكظم الغيظ ولايتلطف فى النصح. وكفى الكبر مذمة قول النبى صلى الله عليه وسلم : لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من الكبر. ومن عرف انه مخلوق من نطفة وانه صائر الى جيفة هان عليه ان يترك الكبر الذى سببه العجب.
الغرور
هو سكون النفس الى ما يوافق الهوى ويميل اليه الطبع بسبب سبهة شيطانية, وهو نوعان : الاول غرور اهل الكفر الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة, فمنهم من سكن الى الدنيا وزخرفها وانكر البعث ومنهم من اغتر سيادته فى الدنيا فظن انه على فرض المعاد والرحمة يكون اولى بهما. الثانى غرور العضاة من المؤمنين فمنهم من لم يعمل اغترارا بسعة عفو الله تعالى, او عتمادا على طاعة الاباء, او على كثرة العلم, ولم يدر الاول ان الرغبة فى الشيئ من غير اخذ فى اسبابه طمع مذموم, ولم يذكرالثانى قوله تعالى : واخسو يوما لايجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا. ولم يتنبه الثالث الى ان العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر, ومنهم من اغتر بكثرة عبادته فظن انه احق بالعفو من غيره, ولم يدر ان هذا مذهب لاخلاصه. مفوت لثواب اعماله. ومنهم من غرته كثرة المال, فظن انه بذلك يفوق غيره فمال الى زخرف الدنيا ونسى فضل الله عليه ومن معايب الغرور انه يولد الكبر الذى شبق انه يمنع صاحبه دخول الجنة.
الظلم
هو الخروج عن حد الاعتدال بالتقصير او تجاوز الحد فيشمل جميع المعاصى, ويعم انواع الرذائل, وصاحبه اما ظالم لنفسه او ظالم لغيره, فظلم النفس عبارة عن التقصير فى طاعة الله تعالى او ترك الايمان. وظلم الغير عبارة عن التفريط فى حقه كايذاء الجار, واهانة الضيف, وافتراء الكذب, والغيبة, والنميمة. قال النبى صلى الله عليه وسلم : الظلم ظلمات يوم القيامة. وفى الحديث القدسى : ياعبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.
العدل
هو التوسط فى الامور والسير فيها على وفق الشريعة, وهو نوعان : الاول عدل الانسان فى نفسه وهو ان يسلك الانسان سبيل الاستقامة, الثانى عدله مع غيره. وهو ثلاثة اقسام : عدل السلطان فى رعيته باتباع الميسورواعطاء كل ذى حق حقه. عدل الرعية مع السلطان والتلميذ مع استاذه والولد مع والديه باخلاص الطاعة, عدل الانسان مع امثاله بترك التكبر عليهم, وكف الاذى عنهم. قال الله تعالى : ان الله يأمر بالعدل والاحسان. اما العدل فقد عرفته واما الاحسان فهو كما فى الحديث : ان تعبد الله كانك تراهز وهذا كمال الايمان ونهاية الاذعان.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar